أدعوك من
وراء الأسباب يا مسبّب الأسباب
لقد صنعتُ ما
أقدرتَني عليه، وبقيَ ما لا
أقدرُ عليه، وما هو بيدِك وحدك يا
أرحم الرّاحمين
اللهم لقد
بلِيَ الإيمانُ في قلوبنا فجدّد
في قلوبنا الإيمان
وانطفأت
شُعلة الرّجاء في صدورنا فأوْقدْ
لنا شعلة الرّجاء
وماتت ثقتنا
بأنفسنا فأحْيِ الثقةَ في النفوس
وتاهتْ
عقولُنا وأفكارنا وخُطانا،
فاهدِها سواء السبيل
وضعُفت
قوانا وعزائمُنا ووسائلُنا عن
واجباتنا، وتحديات عالمنا
وعصرنا.. فامدِدْنا بقوّة منك..
فلا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بك يا
ربّ العالمين
البشرُ
والحضارات ومنجزاتُهم وتاريخُهم
كلُّه لمحةٌ خاطفةٌمن عُمُر هذا
الوجود
ما قيمةُ ذلك
كلِّه إن لم يكنْ هنالك إلهٌ
ويومٌ آخر، ولم يكن هنالك غاية
وقصدٌ من وراء الخَلْق ؟
إنني أومن
بقيمة الإنسان وأعمال الإنسان
لأنّني أومن بخالق هذا الإنسان ..
ولولا ذلك لم يكن له أيُّ قيمة
عندي
التّطوّر
العلميّ والفكريّ والإنسانيّ ..
لن يتوقّف في محطّة أو مرفأ أو
مطار أو كوكب أو
فضاء .. ولكنْ
حيثما سار الإنسان أو انطلق أو
حلّق أو أبطأ أو أسرع فَثَمَّ
خالقُ الكون والإنسان، ومالكُ
المكان والزمان.. المحيطُ بكلّ
شيء ولا يحيط به شيء.. ربُّ
العالمين، وإله الخَلْق أجمعين..
لا إله إلاّ هو.. عليه توكّلتُ
وإليه أنيب
أنا أومن
إيمانَ العقل والقلب بالله تعالى
وأومن إيمان
العقل والقلب بصدق الرسول صلى
الله عليه وسلم
فإذا قصّرَ
بي علمي وفكري عن فهم بعض الأمور،
أو حَلِّ بعض المشكلات، حماني
الإيمانُ العميق البصير من
الزَّيْغ، وأعانني على متابعة
الطّريق القويم ؛ ولا أترُكُ
بعدَ ذلك أن أزدادَ علماً،
وأزدادَ بحثاً وفكراً، وأزدادَ
تطلُّعاً إلى مزيدٍ من هداية
الله عزَّ وجلّ
يا ربِّ إنْ
عرفتُك فبهدايتِك، وإن أبصرتُ
طريقي وغايتي فبوحيك، وإن عملتُ
خيراً فبتوفيقك، وإن كُتِب لي
فوزٌ في الدّنيا والآخرة فبرحمتك
وفضلك.. لا إله إلا أنت، ولا ربّ
لنا سواك
لي أصدقاء
يعانون على سُرُر المرض
ولي أصدقاء
يعانون في ظلمات السّجون
ولي أصدقاء
يعانون من الغربة والضياع
ولي أصدقاء
يعانون مع أحبابهم ما يعاني
هؤلاء الأحباب..
اصبروا يا
أصدقائي على ما ليس لكم حيلةٌ في
دفعه من البلاء، وارضَوْا بقضاء
الله.. ولا تيْأسوا من رَوْح الله..
إنّ أسرار
الكون والحياة تتجاوزُ مداركَنا
ومشاعرنا ومآملَنا.. ولكنّنا نثق
ثقةً مطلقةً بحكمة الله، وعدل
الله، ورحمة الله.. وبحُسْنِ مآلِ
الصابرين، وما أعدّه اللهُ لهم
من الأجر العظيم