الايمان بالله والعمل الصالح هما أعظم الاسباب لراحة القلب وطمأنينة النفس وسرور الإنسان وسعادته وزوال همومه وغمومه وهو المطلب لكل واحد منا وبهما يتم السرور والابتهاج والحياة الطيبة
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : »من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون » النحل آية 97«
لقد أخبر الله سبحانه وتعالى ووعد من جمع بين الايمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة لأن المؤمنين بالله سبحانه وتعالى الايمان الصحيح المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والمطمئن للنفوس ومزك لها .
قال تعالى : »قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى » الاعلى آية 14«
وقال تعالى »قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها« الشمس آية 7«
والمؤمنون وأصحاب العمل الصالح هم أكثر الناس استقراراً وطمأنينة ومن أكثر وأكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى فإن في ذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه وغمه قال تعالى »ألا بذكر الله تطمئن القلوب » الرعد آية 28«
فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله : »اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر« رواه مسلم .
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم »اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت« رواه أبو داود بإسناده
فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر ونفس مطمئنة ونية صادقة صافية مع اجتهاده فيما يحقق ذلك حقق الله سبحانه وتعالى له ما دعاه ورجاه وعمل له وانقلب همه فرحاً وسروراً
فإذا حصل للانسان قلق أو توتر عصبي وهم نفسي بسبب النكبات فإن من انفع الاسباب لزوال هذه الامور أن يسعى من أجل تخفيفها عن نفسه بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر ويوطن ذلك على نفسه فإذا فعل ذلك فليسع الى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان لجلب المنافع ورفع المضار.
فإذا حلت به أسباب الخوف والقلق والفقر فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين النفس على احتمال المكاره والصعاب يهونها ويزيل شدتها وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب ويجاهد نفسه على تجديد قوته بالمقاومة للمكاره مع اعتماده في ذلك على الله سبحانه وتعالى وحسن الثقة به ولا ريب أن لهذه الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور مع ما يأمله العبد من الثواب العظيم العاجل والآجل عند الله سبحانه وتعالى .
وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم التي أنعم الله بها عليه الحاصلة له دنيوية أو أخروية وبين ماأصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم واضمحلال ماأصابه من المكاره وهذا كله يدخل في العمل الصالح في العبادات والمعاملات والتأملات
ولإزالة همك وإراحة نفسك وانشراح صدرك اتبع ما يلي :
1 ¯ اعترافك بأنك مقصر مع الله عز وجل
2 ¯ استعانتك بالله سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم في الحديث : »إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله«
3 ¯ إيمانك بأنه ما هو لك ليس لغيرك ,وما هو لغيرك فليس هو لك
4 ¯ استغفارك وتسبيحك الله سبحانه وتعالى .
5 ¯ تجديدك التوبة النصوحة وإقلاعك عن الذنوب الصغيرة منها والكبيرة وندمك على ما ارتكبت من ذنوب وآثام
6 ¯ محافظتك على الصلوات وخشوعك يفرج كربك ويزال همك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم